Search
Close this search box.

المحامي الوقائي

يهدف هذا المقال الى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن البعض، وهو دور المحامي في المجتمع، يظن البعض أن المحامي صاحب عصا سحرية يستطيع أن يقلب الحق باطل، أو يتدارك ما أفسدته الزمن، أو انه شخص انتهازي مادي، لا يسعى الا لتحقيق المال بأي طريقة كانت، وقد يكون هذا موجود، ولكن قلة لا ترقى لتكون ظاهرة، وفي الحقيقة المحامي كما ذكر سعادة وزير العدل (نعتبر المحامي ركناً أساسياً في العدالة الوقائية)، وهنا يؤكد سعادته أن دور المحامي الوقائي أهم من دورة العلاجي، وسوف نجيب في هذا المقال عن عدة أسئلة نظن أنها سوف تصحح المراد

1-لماذا تحتاجه؟

الاحتياج للمحاميين يكون لسببين رئيسيين اولهما عدم قدرتك على أنهاء اعمالك بنفسك، سواً لانشغالك أو سفرك أو عدم القدرة على الدخول في كل التفاصيل، وهي من الطرق الإدارية الناجحة، أن توكل المهمة لمن يستطيع أن يقوم بها، ويكون دورك أشرافي فقط وهذا ما تتحدث عنه اللامركزية و الحوكمة، وهي من أكبر أسباب النجاح والاستدامة بالنسبة للأعمال، وأما السبب الثاني هو أن الشخص الغير متخصص قد يجهل كثير من التفاصيل والخبايا، لكثرة الأنظمة وتحديثها، وقد جاء في المثل الشعبي (اعط الخباز خبزة لو أكل نصفة)، وأن إعطاءك أو استشارتك لمختص لا يقلل من فهمك، وإنما بكل بساطة انت غير مختص، وهذا لا يعيب فهمك أو قدرك.

2-متى أذهب الية؟

تحتاج للمحامي في أغلب أمور الحياة، حيث اننا في دولة نظام، وانت تحتاج من يبين لك النظام بالصورة الصحيحة، ولكن يوجد أوقات أهم من غيرها للاستعانة بخدمات المحامي، فالتاجر يحتاج المحامي بقدر حاجته للمال، والمظلوم يحتاج للمحامي ليساعده في رفع الظلم، ولكن سوف اذكر بعض الحالات التي من الواجب أن تستعين بالمحامي فيها

  • عند أنشاء عقد أو عند التوقيع
  • قبل شراء شي مرهق مالياً بالنسبة لك
  • عند التفاوض في قطاع الأعمال
  • عند رغبته بالصلح وتسوية الأمور بالطرق الودية
  • يجب أن تستشير محامي قبل تقدمك بأي قضية
  • إذا وجد نفسك مدعى عليه في قضية، ول تعلم بأن أغلب المحامين لا يمثلون أنفسهم في القضايا التي ضدهم، لان الموضوع إذا مسك شخصياً، فالعواطف تأثر رؤيتك للحقائق، واتخاذ القرار

وهذي بعض أهم الحالات التي يجب عليك الاستعانة بالمحامي سواً اخذت منه مشورة أو أوكلت له المهمة

3-ماذا يستطيع أن يقدم لك؟

المحامي يختصر عليك الوقت والجهد، ويقلل خطورة ضياع الحق، وبحكم دراسته وخبرته فقطعاً انه سوف يؤدي المهمة أفضل من اداءك، والأهم من ضياع وقتك وجهدك أن كنت لا تقدرها، ضياع حقك أو نقصانه، وأغلب الأمور قد تؤول ضياع الحقوق بسبب اخطاء لا يمكن تداركها

4-ماذا لو لم استعن بهم؟

للأسف انه يمر علينا حالات لا بس بها من الناس قد ضيع حقه، وبدد أمواله وذلك بسبب اما تقصير واهمال منه أو تذاكى على نفسه، وعلى سبيل المثال أذكر تاجر قد خسر ما يقارب 800 ألف بسبب أن العقد لم يوضح فعلاً ما هو المطلوب، ويجب أن يعلم الناس ان القضاء لا يعلم ابداً خوافي الأمور، وإنما ينظر فقط للحقائق الموثقة في عقد أو غيره، فلما ذهبت للقضاء واحيلت لأهل الخبرة لم يوجد في عقد ما يقوي جانبه، فالعقد هو دستور المعاملة بينك وبين الطرف الأخرى، ومن المهم أن تعرف في حال عدم الاستعانة بالمحامي غالباً سوف تؤدي لنتائج كارثية

5-ما هو دورهم؟

المحامي له أدور عده في المجتمع ومنها الدور الوقائي وهو الأهم، وبهذا الدور يجنبك الوقوع في الأخطاء، ويعد لك الأسلحة التي سوف تفيدك في حال حدوث نزاع لا سمح الله، تقوي حجتك وتبين الحق أمام الجهات المسؤولة، وله ايضاً الدور العلاجي، وهو بعد حدوث نزاع، فالمحامي يبين الحجة أفضل من غيره، وقد جاء عن الرسول صلاة الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّار)ِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وهذا يدل أن كونك صاحب حق فقط لا يكفي لأخذه، وإنما واجبك عليك تبيان حجتك، وان تكون حجتك أقوى من حجة خصمك، وأما الدور السامي للمحامي هو الإصلاح قبل التقدم لفصل النزاع بشكل ودي، وتقريب وجهات النظر، لان الصلح خير

وهنا قد انتهيت من مقالتي هذه، أرجو انني لم اطل فتملو، ولم أنظر فجهلة، سائلاً الله عز وجل التوفيق والسداد.

من نحن

تواصل معنا

نظام المحاماة

× تواصل معنا